على الرغم من أن معظم التهابات القطط تؤثر على القطط فقط، ومعظم التهابات الإنسان تؤثر على البشر فقط، إلا أنه من المهم أن ندرك أن بعضا من هذه الأمراض حيوانية المنشأ يمكن أن تنتقل بين القطط والبشر.
وعلى الرغم من أن احتمالية الإصابة بالعدوى من إنسان تزيد، وبشكل كبير، عن احتمالية الإصابة بها من قطة، إلا أنه، مع ذلك، يجب أخذ الاحتياطات اللازمة، أهمها النظافة الجيدة، بما في ذلك التعامل مع صناديق قمامة القطط بحرص وعلاج القطط من البراغيث والطفيليات الأخرى.
فذلك يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض التي تسببها القطط.
وتنتقل هذه الأمراض عندما يتواصل الشخص بشكل مباشر مع إفرازات القطط المصابة وما يخرج من جسدها، منها اللعاب والبراز.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن انتقال المرض للشخص من خلال ملامسة الماء أو المواد الغذائية التي تلوثت من القط المصاب.
ويذكر أيضا أن الكثير من الأمراض حيوانية المنشأ يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عبر البراغيث أو القراد، والتي تسمى هنا بالناقلات.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك من هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالأمراض التي تسببها القطط، منهم ذوي أجهزة المناعة الضعيفة أو غير الناضجة، والذين يشتملون على الرضع، ومصابي متلازمة نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وكبار السن، ومن يخضعون لعلاج السرطان.
وتاليا بعض الأمثلة على الأمراض التي تسببها القطط:
الالتهابات البكتيرية
تتضمن هذه الفئة مرض خدش القطة، والذي يعرف أيضا بداء البرتونيلات bartonellosis.
ويعد هذا الالتهاب المرض حيواني المنشأ الأكثر شيوعا بين الأمراض التي تسببها القطط.
ويحدث هذا المرض نتيجة لتعرض الشخص لخدش أو عض من قبل قطة مصابة.
كما وتلعب البراغيث دورا في انتقال هذا الالتهاب.
وعادة ما تتضمن أعراض هذا المرض ما يلي:
● تضخم العقد الليمفاوية، وخاصة حول الرأس والعنق والأطراف العلوية.
● ارتفاع درجات الحرارة.
● الصداع.
● ألم العضلات والمفاصل.
● الشعور بالتعب، وفقدان الشهية.
وعادة ما يتعافى المصابون من البالغين الأصحاء من دون ترك تأثيرات دائمة، ولكن الشفاء التام قد يستغرق عدة أشهر.
أما من لديهم مشاكل في جهاز المناعة، فقد يواجهون أعراضا أشد، كما ويمكن أن يكون هذا المرض قاتلا.
مرض بكتيري شائع آخر تتسبب به القطط هو السالمونيلا، والذي تتضمن أعراضه ما يلي:
● الإسهال.
● ارتفاع درجات الحرارة.
● آلام في المعدة.
وعلى الرغم من أن مرض السالمونيلا عادة ما يشفى من تلقاء نفسه، إلا أن بعض الأشخاص يحتاجون لعناية طبية إن كان الإسهال شديدا أو أثر على أعضاء أخرى.
وعادة ما يصاب الأشخاص بالسالمونيلا عن طريق تناول الطعام الملوث.
ومع ذلك، فإن القطط والحيوانات الأخرى، حتى تلك التي تبدو بصحة جيدة، يمكن أن تحمل بكتيريا السالمونيلا وتمررها في البراز.
ويذكر أن بكتيريا السالمونيلا تعد أكثر شيوعا بين القطط التي تتغذى على اللحوم النيئة أو الطيور البرية أو الحيوانات.
الالتهابات الفيروسية
في الوقت الذي تصيب فيه معظم الفيروسات مضيفها الطبيعي، نجد فيروسا واحدا يمكن أن ينتقل من القطط إلى الإنسان، وهو داء الكلب،، والذي يعرف بأنه مرض فيروسي ناجم عن عضة حيوان مصاب به
ويذكر أن القطط عرضة للإصابة بداء الكلب، والذي يهاجم الجهاز العصبي المركزي، ما يسبب مجموعة متنوعة من العلامات.داء الكلب يسبب الوفاة في معظم الأحيان. الالتهابات الطفيليةتعد البراغيث الطفيليات الخارجية الأكثر شيوعا لدى القطط. وعلى الرغم من أنها ﻻ يمكن أن تنمو وتتكاثر على البشر، إلا أن لدغاتها قد تسبب الحكة والالتهاب.البراغيث قد تكون أيضا بمثابة ناقلات لمرض خدش القطة والأمراض حيوانية المنشأ الأخرى.ويذكر أن القطط التي تغزوها البراغيث تصبح عرضة للإصابة بالدودة الشريطية من البراغيث التي تتناولها بينما تكون تعتني بنفسها.ويمكن أيضا، في حالات نادرة، أن يصاب الأطفال، بالدودة الشريطية من البراغيث التي يتناولونها من دون قصد بسبب تلوث أيديهم وهم يلعبون مع القطط.بعض الطفيليات المعوية لدى القطط، بما في ذلك الديدان الخطافية، يمكن أيضا أن تسبب المرض لدى البشر.تعرف السعفة بأنها التهاب جلدي ناجم عن مجموعة من الفطريات.
ويظهر هذا المرض لدى القطط على شكل بقعة رمادية جافة ومتقشرة على الجلد. أما لدى البشر، فغالبا ما يظهر على شكل آفة مستديرة حمراء وتحك. وتكون الآفة محاطة بالقشور.
وينتقل هذا المرض الالتهابي عن طريق الاتصال مع جلد حيوان مصاب أو فرائه.
وذلك إما بالتواصل المباشر أو عبر البيئة الملوثة بالفطريات.
ويذكر أن الفطريات تسقط من جلد القطط وفروها باستمرار. وتبقى هذه الفطريات قادرة على التسبب في العدوى لعدة شهور. كما ويصعب القضاء عليها منزليا.
التهابات الأوليات
الأوليات هي كائنات وحيدة الخلية. الأمراض الطفيلية الثلاثة الأكثر شيوعا في القطط والبشر هي:
داء خفيات الأبواغ cryptosporidiosis
وداء الجيارديات giardiasis
وداء المقوسات toxoplasmosis.
داء خفيات الأبواغ وداء جيارديات يمكن أن يسببا الإسهال لدى كل من القطط والبشر، الذين عادة ما يصابون بالعدوى عن طريق مصدر مشترك، منه المياه الملوثة، وليس من بعضها البعض.
وعلى الرغم من أن بعض مصابي داء المقوسات قد لا يلاحظوا إصابتهم به، إلا أن أعراض حالاته المتوسطة تشبه أعراض الإنفلونزا مع انتفاخ في العقد الليمفاوية أو آلام في العضلات تستمر لأشهر.
أما الحالات الشديدة، فقد تتضمن أعراضها التلف في خلايا المخ والعينين أو الأجهزة الأخرى.
ويعد الأشخاص من ذوي المناعة الضعيفة الأكثر عرضة للإصابة بالحالات الشديدة من هذا المرض.
نصائح لوقاية نفسك وقططك من الأمراض
تساعد النظافة الجيدة على قطع شوط طويل نحو الحفاظ على نفسك وأسرتك وقططك من الأمراض حيوانية المنشأ. وفيما يلي بعض الاحتياطات البسيطة التي يجب القيام بها:
● غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعد التعامل مع القطط.
● جدولة الفحوصات السنوية واختبارات البراز للقطط.
● الحصول على الرعاية البيطرية للقطط المريضة.
● الحفاظ على تطعيمات داء الكلب.
● السيطرة على البراغيث والقراد بالشكل المناسب.
● عدم السماح للقطط بلعق الوجه أو أواني الطعام.
● التماس العناية الطبية في حالة التعرض لعضة أو خدشة قطة.
● إطعام القطط الأغذية المطبوخة أو المعالجة تجاريا.
● إزالة براز القطط من صناديق قمامة القطط يوميا.
● التنظيف الدوري لصناديق قمامة القطط بالماء الحارق والمنظفات دوريا.
● ارتداء القفازات عند البستنة أو التعامل مع اللحوم النيئة وغسل اليدين بعد ذلك.
● غسل الفواكه والخضراوات جيدا قبل تناولها.
● طهي اللحوم جيدا قبل تناولها.