لم تنم ليلتها جيدا... لاتعرف هل هو القلق ام الخوف ام ماذا تحديدا؟
جلست متردد هل تنهض من سريرها ترى والدتها قبل نزولها للعمل؟... ام تتظاهر بالنوم ككل يوم؟
صوت عقرب الدقائق فى الساعة التى تعلو سريرها يدق فى عقلها... كل دقيقة تشعر بالخوف والترقب اكثر
حسمت ترددها...نهضت من سريرها وخرجت من غرفتها لتجد والدتها متجهه للباب
التفتت لها والدتها
"ايه ده...صحيتى بدرى يعنى"
تلعثمت قليلا...ثم اجابت بابتسامة باهتة
"لا ابدا...انا هدخل الحمام وارجع اكمل نوم"
سألتها والدتها وهى تتناول حقيبة يدها
"عايزة حاجة اجيبهالك وانا جاية"
"شكرا"
وقبل ان تصل الام للباب... نادتها
"ماما"
التفتت الام وردت باستعجال
"عايزة حاجة؟"
"لا .. انتى رايحة فى حتة بعد الشغل؟"
"لا ..هخلص واجى على طول"
هزت رأسها واكملت
"طيب انا هشيل فيشة التليفون علشان بييجى معاكسات بتصحينى..لو فيه حاجة كلمينى على الموبايل"
"ماشى...سلام"
اغلقت الام الباب خلفها... وتركتها مكانها لازالت تشعر بنفس المشاعر المتضاربة
عادت لغرفتها مرة اخرى... امسكت هاتفها...وهاتفته
جاءها صوته متكاسلا...بفرحة
"صباح الفل يا قمر"
"صباح النور...انت لسه نايم؟"
"خلاص هقوم اهو... مامتك نزلت؟"
"اه... انا خايفة"
"تانى؟؟ مش اتكلمنا فى الموضوع ده كتير قبل كده وملقيناش حل تانى... ولا انتى مش بتحبينى؟"
"انت عارف انا بحبك قد ايه...متقولش كده تانى"
"خلاص... يبقى على معادنا...جهزتى نفسك"
وضحك ضحكة ذات مغزى توردت وجنتاها وغيرت دفة الحديث
"انا لازم ارجع قبل ماما"
"عارف... يالا قومى اجهزى"
ارادت ان تتأكد... فسألته
"انت جهزت كل حاجة؟؟ هتجيب منين شهود دلوقتى؟"
"الورقة معايا واصحابى ماضيين عليها من امبارح... مفضلش الا امضتك يا قمر وتبقى حلالى ومش كل ما اكلمك كلمتين تقولى لما نتجوز"
مازالت مشاعرها متضاربة... فسألته مرة اخرى
"انت متأكد انه مش حرام"
رد بثبات
"حرام ازاى بس... انتى اكبر من 21 سنة يعنى مش قاصر... وفيه اتنين شهود على جوازنا... يبقى فاضل ايه؟؟ مفضلش حاجة"
"ماما"
"هى اللى مش موافقة على جوازنا... عايزة تحرمنا من بعض من غير سبب... وبعدين معاكى هنفضل نتكلم كتير ونضيع وقت...يالا علشان نكسب وقت"
"طيب ... نص ساعة واكون جاهزة"
"ماشى...سلام"
اغلقت هاتفها... دخلت غرفة والدتها تتسحب وكأنها تخشى ان يسمعها الصمت... مازال الخوف داخلها
فتحت دولاب والدتها... نظرت للرف العلوى الذى يحتوى على جهازها... صعدت فوق السرير وجذبت حقيبة مغلقة
أنزلتها... فتحتها وجدت بها الكثير من اطقم النوم والبيبى دول
اختارت احدهم... واعادت كل شئ كما كان.
نصف ساعة وكانت على اتم استعداد لمقابلته
تذكرت شيئا ما...وهو اهم شئ... تمنت ان يكون نسيه هو الاخر فيؤجل زواجهما العرفى الذى يقنعها به منذ ثلاثة اشهر حتى رضخت مستسلمة حبا وخوفا ان يتركها