لَۋْ گُشِفَ اللهُ الْغِطَاءِ لِعَبْدِهِ, ۋَأَظْهَرَ لَهُ گَيْفَ يُدَبَّرُ اللهُ لَهُ أُمُورَهُ
ۋَگَيْفَ أَنَّ اللَّهُ أَگْثَرُ حرْصًا عَلَےٰ مَصْلَحـۃِ الْعَبْدِ مِنْ الْعَبْدِ نَفْسُـہ ۋَأَنَّـہ أَرْحمُ بِهِ مِنْ أُمِّهِ
لِذَابَ قَلْبُ الْعَبْدِ مُحبَّـۃً لِلِهُ ۋلٺقطّعَ قُلِبَهُ شُگْرًا لَهُ.
لِذَا إِذَا أُٺْعِبْٺِگَ آلاَمَ الدُّنْيا فَلَا ٺَحزْنَ فَرُبَّما أُشْٺَاقُ اللهَ لِسَمَاعِ صَۋْٺِگَ ۋَأَنْٺَ ٺَدْعُۋهُ
فَضَعْ أُمْنِيَّاٺِگَ فِي سُجَّدِهِ ثُمَّ أَنْسَهَا ۋَأَعْلَمُ أَنَّ اللهَ لَا يَنُسَّاهَا
ۋَأُطَمْئِنُ فَأَنْٺَ فِي عَيْنَ اللهُ الْحفِيظِ ۋ قُلْ بِقَلْبِگَ قَبْلَ لِسَانَگَ, [فُۋِّضَٺْ أَمْرُي إِلَےٰ اللهِ]
اللَّهُمَّ أَنْٺَ رَبِّي ، لا إِلَـہ إِلاَّ أَنْٺَ خَلَقْٺَني ۋأَنَا عَبْدُگَ
ۋأَنَا علےٰ عهْدِگَ وۋعْدِگَ ما اسْٺَطَعْٺُ ، أَعُۋذُ بِگَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْٺُ
أَبۋءُ لَگَ بِنِعْمٺِگَ علَيَ ، ۋأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُۋبِ إِلاَّ أَنْٺ
الحمد لله رب العالمين العلےٰ القدير باسط الأرض ۋرافع السمواٺ الذى أيد
أنبياءه بالمعجزاٺ الباهراٺ.
ۋالصلاة ۋالسلام علےٰ المبعۋث رحمـۃ للعالمين خاٺم الأنبياء والمرسلين.
سيدنا محمد ۋعلےٰ آلـہ ۋصحـابٺـہ أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخۋٺي وأخواٺي زۋار وأعضاء ۋمشرفي منٺدى العاشق الگرام
حللٺم أهلا ۋۋطئٺم سهلا في القسم الاسلامي
معاملـۃ الأسير ۋالأحـگام الخاصـۃ بـہ من الأمۋر الٺي فصَّلها القرآن الگريم ، وگانٺ سيرة النبي
خير مثال علےٰ ٺطبيق ما ۋرد في القرآن من ٺوجيهاٺ بشأن الأسير.
ۋبالرغم من ذلگ إلا أن بعض المسلمين أساء الٺعاطي مع الأسرى في فٺراٺ ما بعد الراشدين
ليظهر في عهد الفقهاء أحگامٌ جديدة أشبه بما گان عليه العهد قبل الإسلام ۋفي هذا المۋضۋع
سأذگِّر بعض الأحگام المٺعلقة بمعاملة الاسير لعلها ٺگۋن ٺذگرة لمن ألقےٰ السمع ۋهۋ شهيد.
الأسير هۋ من ۋقع في الأسر، والأسر: الشد بالقيد، ۋسمي الأسير بذلگ، ثم قيل لگل مأخۋذ
ۋمقيد ۋإن لم يگن مشدودا.
ۋقيل في جمعه: أسارى ۋأسارى ۋأسرى، ۋيٺجۋز به فيقال: أنا أسير نعمٺك، ۋأسرة الرجل: من
يٺقۋى بهم. قال ٺعالےٰ: {ۋشددنا أسرهم} (الإنسان، 28) إشارة إلےٰ حگمٺه ٺعالےٰ في ٺراگيب
الإنسان المأمۋر بٺأملها ۋٺدبرها في قۋلـہ ٺعالےٰ : {ۋفي أنفسگم أفلا ٺبصرون} (الذارياٺ، 21)
ۋيمگن ٺعريف الأسير اصطلاحا: بأنه المحارب الذي ۋقع في قبضة جيش المسلمين بعد أن بدا
الۋهن في جيش العدو.
ۋقولنا هنا (المحارب) احٺرازا عن غيره من الأبرياء گالگبير ۋالصغير ۋالعاجز وقولنا (ۋقع في قبضة
المسلمين) إشارة للٺمگن منه والقدرة علےٰ ٺأمينه ۋقۋلنا (بعد أن بدا الۋهن في العدۋ) ٺحـرزا
عن الأسر قبل ذلگ؛ إذ لا يصحـ الأسر قبل إثخان العدۋ لقولـہ ٺعالےٰ: {مَا گَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَگُۋنَ لَهُ
أَسْرَےٰ حـَٺَّےٰ يُثْخنَ فِي الْأَرْضِ} (الأنفال، 67)
قال اللـہ ٺعالےٰ: {فَإِذَا لَقِيٺُمُ الَّذِينَ گَفَرُۋا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حـَٺَّےٰ إِذَا أَثْخـَنْٺُمُۋهُمْ فَشُدُّۋا الْۋَثَاقَ فَإِمَّا
مَنًّا بَعْدُ ۋَإِمَّا فِدَاءً حـَٺَّےٰ ٺَضَعَ الْحرْبُ أَۋْزَارَهَا} (محمد،4) ۋشدُّ الوثاق يعني الأسر فالأسر لغة هو
الشد بالقيد ؛ ۋالمقصود من الآية إحگام السيطرة علےٰ الأسير لكي لا يهرب فيعود للقٺال مرة
أخرى والحديث في الآيـۃ يدۋر عن أسرى الگفار لدى المسلمين.
يظهر من خلال الآيـۃ السابقـۃ الحرص علےٰ إنهاء الحرب بأقصےٰ سرعـۃ ممگنـۃ ، حٺےٰ لا ٺطۋل
فٺُهلِگَ الحرث والنسل.
وقد ظهر هذا الحرص في ٺشريعين مهمين حۋٺهما الآية: الأۋل: قۋله ٺعالےٰ {فضرب الرقاب} يدل
علےٰ ضرورة الهجۋم الگاسح الذي يؤدي إلےٰ صدمة العدۋ ۋذلگ بدلالـۃ الفاء الٺي ٺفيد السرعة
في ٺنفيذ الفعل.
أما ذگر الرقاب فيفيد الجدية ۋعدم الٺهاون مع العدۋ ، ۋلا شك أن مبادرة العدۋ بالهجۋم الصاعق
ۋالضرب دون هۋادة يؤدي إلےٰ ٺقهقره ومن ثم إنهاء الحرب في أقل مدة ممگنـۃ.
الثاني: قۋله ٺعالےٰ {فشدۋ الۋثاق} أيضا يدل علےٰ السرعة في القبض علےٰ أگبر عدد من العدۋ
بعد ٺقهقرهم؛ حـٺےٰ لا يٺمگن العدۋ من ٺجميع صفۋفه مرة أخرى فيطۋل أمد الحرب ۋلا شك أن
اٺخاذ الأسرى يهدف إلےٰ ٺعجيل إنهاء الحـرب ۋعدم الٺهاۋن مع الأسباب الٺي ٺؤدي إلےٰ دۋامها.
الحرب لا ٺنٺهي عند نهاية الإشٺباگ، فحالة الحـرب ٺبقےٰ قائمة ما لم يٺم القضاء المبرم علےٰ
قۋة العدۋ أۋ ٺۋقيع الاٺفاق معـہ علےٰ إنهاء حالـۃ الحرب.
يبقےٰ الأسير في رعاية المسلمين حٺےٰ يٺحقق واحد من الأمرين وخلال بقاء الأسير في قبضة
المسلمين لا بد أن يلقےٰ معاملة خاصة ٺليق بإنسانيٺـہ اۋلا گما ٺليق بآسره المسلم صاحـب
الرسالـۃ العظيمـۃ ثانيا.
ۋقد أورد القرآن الگريم ٺعبيرا غاية في الحـض علےٰ اللطف بالأسير، ۋحـسن الٺعامل معـہ ۋالبذل
في سبيله، في سياق وصفه سبحانه للأبرار من عباده حيث قال: {ۋَيُطْعِمُۋنَ الطَّعَامَ عَلَےٰ حُبِّهِ
مِسْگِينًا ۋَيَٺِيمًا ۋَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُگُمْ لِۋَج‘ـْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْگُمْ جَزَاءً ۋَلَا شُگُۋرًا} (الإنسان، 8_9)
وقد ۋرد في السيرة النبوية الشريفة الٺي هي الٺطبيق العملي لما دعا إليه القرآن الگريم كثير
من الامثلة على حـسن ٺعاملـہ صلےٰ اللـہ عليـہ ۋسلم مع الأسرى ۋمن ذلگ:
ما رۋي عن عزيز بن عمير: قال گنٺ في الأسارى يۋم بدر فقال رسۋل الله صلےٰ الله عليه وسلم
«اسٺۋصۋا بالأسارى خيرا» ، ۋگنٺ في نفر من الأنصار وگانۋا إذا قدمۋا غداءهم ۋعشاءهم أگلۋا
الٺمر وأطعمۋني الخبز، بۋصيـۃ رسۋل الله إياهم، ۋقد گان خبز القمح طعاما نادر يشٺهيه الناس
في ذلگ الزمان، ۋالٺمر مما گان مٺوافرا بگثرة ، ۋمع ذلگ آثر الصحابة رضۋان اللـہ عليهم أسرى
العدو علےٰ أنفسهم بۋصية الله ۋرسۋله.
ۋقد گان الأسرى ذۋۋا الشأن يٺلقۋن معاملة خاصة ۋمثاله ما جاء في الرۋاية الٺالية «بعث رسۋل
اللـہ صلےٰ اللـہ عليه ۋسلم خيلا قِبَل نجد فجاءٺ برجل من بني حنيفة يقال لـہ ثمامـۃ بن أثال
سيد أهل اليمامـۃ، فربطۋه بساريـۃ من سۋاري المسجد فخرج إليـہ رسۋل الله صلےٰ الله عليـہ
ۋسلم فقال: ” ماذا عندگ يا ثمامـۃ” فقال: عندي يا محمد خير، إن ٺقٺل ٺقٺل ذا دم، وإن ٺُنعم
ٺُنعم علےٰ شاگر، ۋإن گنٺ ٺريد المال فسل ٺُعط منـہ ما شئٺ، ۋگرر رسۋل الله صلےٰ الله عليـہ
ۋسلم هذا السؤال لثمامـۃ ثلاث مراٺ في ثلاثـۃ أيام، فقال رسۋل اللـہ صلےٰ اللـہ عليه ۋسلم
“أطلقۋا ثمامـۃ”، فانطلق إلےٰ نخل قريب من المسجد فاغٺسل، ثم دخل المسجد، فقال أشهد
أن لا إلـہ إلا اللـہ ۋأشهد أن محـمدا عبده ورسۋله.
يا محمد والله ما گان علےٰ الأرض ۋجه أبغض إليَّ من وجهك فقد أصبح ۋجهك أحب الۋجۋه گلها
إليَّ، ۋالله ما گان من دين أبغض إليَّ من دينگ، فأصبح دينگ أحب الدين گله إليَّ، ۋالله ما گان
من بلد أبغض إليَّ من بلدگ، فأصبحـ بلدگ أحب البلاد گلها إليَّ … »
ۋرۋى ابن هشام في السيرة، أن النبي صلےٰ اللـہ عليه ۋسلم عندما رأےٰ ثمامـۃ قال لأصحابه
«هذا ثمامـۃ بن أثال الحنفي، أحسنۋا إساره ورجع رسول الله صلےٰ الله عليه ۋسلم إلےٰ أهله
فقال: اجمعۋا ما گان عندگم من طعام فابعثۋا بـہ إليه، ۋأمر بلقحٺـہ أن يُغدى عليـہ بها ۋيراح».
ۋگان من أخر ما أۋصےٰ بـہ النبي صلےٰ اللـہ عليـہ ۋسلم صحابٺه: «الصلاة ۋما ملگٺ أيمانگم»
ۋملگ اليمين هنا هۋ الأسير الذي لم يٺمگن بعد من دفع الفديـۃ لآسره.
بعد أن أمر اللـہ ٺعالےٰ بشد الوثاق جاء ٺۋضيح مصير الأسرى صريحا في قۋلـہ ٺعالےٰ: {فَإِمَّا مَنًّا
بَعْدُ ۋَإِمَّا فِدَاءً حـَٺَّےٰ ٺَضَعَ الْحرْبُ أۋزارها} (محـمد،4)، فقد حصرٺ الآية مصير الأسير في خيارين
لا ثالث لهما ۋهما المن أۋ الفداء ۋالمن أن يطلق سراح الأسير دۋن مقابل أما الفداء فأن يطلق
سراحـہ مقابل مال أۋ خدمـۃ.
ۋقد الٺزم النبي أمر ربـہ إياه گما ۋرد في قصـۃ أثال الحنفي الٺي أۋردناها سابقا، ۋما رۋي عنه
صلےٰ الله عليـہ ۋسلم غير ذلگ فإما أن يگون في دائرة الإفٺراء عليـہ گالرۋاياٺ الٺي ٺفيد قٺله
أسرى بني قريظـۃ ، وإما أن يگۋن الأسير قد ارٺگب جريمة ٺۋجب قٺله قصاصا گأن يگۋن قد قٺل
مسلما في غير حـرب.
ۋالقۋل بأن النبي صلےٰ الله عليـہ ۋسلم گان يأمر قٺل الأسرى هۋ اٺهام للنبي بمخالفة القرآن
ۋحاشاه أن يفعل ۋلۋ صدر من النبي اجٺهاد خاطئ بهذا الخصۋص لعاٺبه الله عليه عٺابا شديد
گما حصل في اٺخاذه الأسرى يۋم بدر.
لگن النبي صلےٰ الله عليـہ ۋسلم الٺزم أمر الله له في ذلگ؛ فگان گثيرا ما يمنُّ، گما حصل مع
أسرى هوازن ۋثقيف بعد حنين ۋقلما گان يأخذ الفدية وإن أخذها گان يأخذها بما ٺيسر گٺعليم
أۋلاد المسلمين القراءة والگٺابـۃ، فعن ابن عباس، قال: “گان ناس من الأسرى يوم بدر لم يگن
لهم فداء ، فجعل رسۋل اللـہ صلےٰ اللـہ عليـہ ۋسلم ، فداءهم أن يعلمۋا أولاد الأنصار الگٺابـۃ”
إن الحرب الدائرة في جزء من بلاد المسلمين (سۋريا والعراق ۋليبيا)، يجب علےٰ گل مسلم ان
يعـمل علےٰ إيقافها والإصلاحـ بين الفرقاء ؛ لأن الحرۋب الأهليـہ لا غالب فيها سۋى أعداء الأمـۃ
وٺۋالٺ الأنباء مؤخرا عن إعدام الأسرى في الحـرب الدائرة هناك ۋبحسب الأنباء فإنه يٺم إعدام
المسلم لأخيه الأسير المسلم المخالف لـہ في الۋلاء السياسي ۋيمگن أن ٺگۋن هذه الأخبار
مفٺرياٺ، ۋلگن أعداء الأمة يٺمسگۋن بهذه الأخبار ليدينۋا المسلمين بقٺل بعضهم البعض دون
سبب، ۋهذا يجعلنا في ضيق شديد يدفعنا لٺوضيح الأمر.
ۋعلےٰ فرض صدق هذه الأخبار، فإن ٺلگ الممارساٺ ما هي إلا ٺگريس للمنهج المسٺقےٰ من
الٺراث الفقهي المشۋه، الذي اعٺمد الأحـگام بعيدا عن القرآن الگريم والسيرة النبوية الشريفة
فطفق هؤلاء الذين يدعون الانتساب زور وبهتانا للإسلام بقٺل بعضهم بعضا محٺجين بما ٺيسر
لدى گل فريق من رواياٺ ٺبيح دم من عصم الله ٺعالےٰ دمه.
ٺبين لنا من خلال ما سبق ذكره أن دم الأسير الگافر معصۋم حيث يبقى في حضرة المسلمين
حٺےٰ يٺم اطلاق سراحــہ ۋرجۋعـہ إلےٰ بلده آمنا فإن گان الحـال مع الأسير الگافر گذلگ فينبغي
أن يحـظےٰ الأسير المسلم بذاٺ المعاملـۃ علےٰ الأقل.
إن الحال الحرجة الٺي يعيشها المسلمۋن في هذه الأيام ناٺجة عن الأخذ بالٺراث دۋن ٺمحيصه
وإخضاعه لميزان القرآن الگريم ۋالحال هذه بالتأكيد سٺدۋم ۋٺٺفاقم ما لم يرجع المسلمۋن إلى
القرآن الگريم الذي سعدٺ به الأمة في بداية عصرها فگانٺ خير أمة أخرجٺ للناس.
هذه الٺشريعاٺ الخاصـۃ بالأسير التي ذكرتها هےٰ فقرة من منظۋمـۃ ٺشريعيـۃ مٺگاملـۃ ٺجسّد
مبادىء الشريعة الاسلامية العليا من العدل والسلام ۋالرحمة والاحـسان وحفظ حقۋق الانسان
فےٰ الحياة والمال ۋالعرض، بغض النظر عن دينـہ ۋجنسـہ ۋعنصره.
في الخٺام اٺمنےٰ ان يگۋن المۋضۋع قد نال رضاكم وإستحسانكم ۋان وجدٺم فيه نقص اۋ زيادة
فجل من لا يخطئ والگمال لله ۋحـده جل علاه.