لما البكاء
وبكت سعاد على ما فات من زمن
ولى وقالت مضى زمان العزم والكرم
يا ليت دورة الايام ترحمني
وترجع الماضي او تحييه من عدم
(اعلل النفس بالامال اسألها)
هل يرجع الموت اجداثا من القدم
بكيت في صمتي مفجوعا على زمن
قد صار في ذمة التاريخ كالحلم
يا ايها الشاكي من الالام حاضرنا
من يسمع الشكوى ان السمع في صمم
والكل يزائر لكن في سريرته
وليس بالليث لا بل ليس كالغنم
خبت شعلة التنوير في دمكم
وسارق النار مصمودا على القمم
يقتات منكم شرايينا واوردة
والدم يرشط من شدقيه في نهم
وانتم اليوم سكرى في مخادعكم
كما الخليفه والخصيان في الحرم
الهاكم الغي حتى صرتموا غنما
اغنام شيخ بلا راع ولا خدم
لما التكالب لا كانت كلابكم
تحمى الحمى او ترد الشر والنقم
لما التكالب والتاريخ يلعنكم
وقد رأكم تكالبتم على الرمم
طغى وبغى واستباح الدار منتشيا
في سكرة من سكرات الموت والالم
يعب من خمرة النسيان في يده
عصا يهدد فيها كل منتقم
ورحمة الله ما عادت بمعجمه
ولا استنار بنور الله في الظلم
هو الشقي وقد اشقاه طالعه
ان الشقاء على خديه كالوشم
والكل منكم عتل في تجبره
ويسجد السجده الاولى الى الصنم
لما البكاء وقد مات الاباء وها
قد تاه في الساح مهزوم ومنهزم
يجرجر الخيبه الكبرى وفي يده
اغصان زيتون قد جفت من الالم
يا ايها الباكي لا تبكي على زمن
فالدهر واحد والايام في نغم
تدور دائرة الايام دورتها
ونحن نرتع كالقطعان في الديم
لما البكاء على ماض قضى ومضى
وكان فيه بسدة الحكم الزعيم قمي
يأبى الزمان اذا حضرته سيرتنا
الا التقيؤ في سخط وفي سقم